Home content-section
في عيد الموسيقى
في عيد الموسيقى… تحيّة إلي من نضيء ثلاثين شمعة على غيابه
في عيد الموسيقى أحلمُ، أتمنى، أتذكر، فأكتب… مضت سنون على انطفاء الثريا في مسرح الأخوين، ومعها عتّم اللا نور على وجوه من أضاءته. في صباح السبت ٢١ حزيران ١٩٨٦ كان آخر صباح لحقبة، جوهرة الحقبات، أنـّى تـُقلـّب يظهر لمعانها. بعد مضي ثلاثة عقود على رحيله؛ العاصي على الرتابة والمتمرّد على العادي، دُفن نصف المنصور يومها، ونصف فنـّنا بعده
غادرْتـَنا مع انطواء فصل الربيع، ومن يومها نقتات مع “الزغلولة” اللوز والسكر من موسيقاك. ونبني “لبنان الأخضر” من حلمك. ونسأل مع كل جيلنا، هل سيتحقق الحلم بلبنانٍ رسمتموه أجمل من الخيال، وارتشفناه منكم إكسيراً للعمر. أين منـّا ما كتبتم ولحّنتم، مع من عايشكم حلم الحقيقة من فيروز ووديع وصباح ونصري وزكي وغيرهم…؟ اليوم ونعيش مسرحية “ناطورة المفاتيح” (بعلبك ١٩٧٢) بتفاصيلها، هل من زاد خيرٍ تمثـّل الشعب؟ وهل يرحل الحاكم الظالم قبل أن يفرغ الوطن من مواطنيه بعدما هاجرت المواطنة؟
يا عمّو عاصي، من يوم رحيلك وصدى الربيع اللبناني يخفت، ويصدح مكانه ربيعٌ عربيّ، أعجميّ المعالم، حالك الاتسام، عارٍ عن السلام وعار على السلام
اليوم ما زلنا نحلم ونأمل ونرتجي قيامة الفينيق، فنوكله مهمّة أغنيتك الـقائلة “… بتقشع عريشة وباب… وحلوة بإيدا كتاب… بتمرمغ جناحك… عكل شي تخزّق… عالقمر السهران…
في عيد الموسيقى أحلمُ، أتمنى، أتذكر، فأكتب… عاشت موسيقى الخالق والخلق، عاش مبتدعها ومبدعوها، عاش ذكر من حوّل الصور إلى نغم، ومن حفـّز النغم وأكساه صور، ومن طبع ذاكرة شعبٍ بالرقيّ والعِبر
إنتظروا قريباً مسرحيّة غنائيّة بعنوان “سوق التفاهم”. محاولة بسيطة في الكتابة والتلحين، إيمانا منا في استمراريّة هذه الرسالة الفنـّية الحضاريّة، بناءً على ما تعلمناه من كبارنا